بعد 06 أشهر من تعيينه على رأس ولاية سطيف قادما إليها
من ولاية البويرة ، شهدت ولاية سطيف الكثير من التحولات التي لها علاقة مباشرة بالتنمية
المحلية ، أين قام الوالي بدفع المؤسسات التي
استفادت من مشاريع هامة للقيام بدورها و تسريع و إتقان عملها ، و هذا بفضل حرص
والي الولاية على المتابعة و المرافقة
المستمرة لحل الكثير من المشاكل التي كانت تعيق بعض المشاريع خاصة السكنية و
الخدماتية .
فجهود الوالي في
إعادة بعث التنمية بالولاية لا ينكرها إلا
جاحد ، و رغم قصر هذه المدة إلا أن المواطنين لاحظوا الوثبة الكبيرة في سير بعض
مشاريع خاصة في الورشات الكبرى التي كانت تشكل كابوس للمواطنين على غرار ، مشروع
الترامواي ، سكنات الباز ، مشاريع الغاز الطبيعي بالقرى و المداشر ، تسريع عملية
توزيع السكنات الاجتماعية الجاهزة ،البحث الدائم عن الحلول للمشاكل العالقة الخاصة
بالسكنات التساهمية (LPA-LSP) بكل من موقع
الهضاب بسطيف و بلدية العلمة ، الوقوف الدائم أثناء الزيارات المنظمة للبلديات والإطلاع على
أحوال ومشاكل المواطنين (مشكلة المياه ، الصحة ، مشاكل التعليم ، تهيئة بعض المسالك و الطرقات ، الغاز الطبيعي
، السكن .... الخ ) ، و في مجال الاستثمار تم تسوية العديد من الملفات الخاصة بالقطاع بالإضافة
إلى الحرص على متابعة بعض المشاريع القطاعية الكبرى و خاصة مشروع التحويلات الكبرى
(الموان و ذراع الديس) و مشروع الطريق السيار (العلمة ، جن جن) و عديد المشاريع في كل القطاعات.
مجهودات الوالي كانت ظاهرة للعيان و ثمنها الكثير من
المواطنين ، إلا أن التحديات كبيرة خاصة و
أن الولاية شهدت فترة ركود تراكمت فيها
عدة مشاكل في السنوات القليلة الماضية .
سكان الولاية يأملون مواصلة الجهود ، فلا تزال الكثير من
المشاكل التي يتعين الإسراع في إيجاد الحلول الخاصة بها و على رأسها متابعة ملف
الاستثمار في الولاية لما يوفره من مناصب شغل لليد العاملة المؤهلة في مجال البناء
و الخدمات خاصة في عهد التقشف و تجميد الكثير من المشاريع في قطاع التجهيزات
العمومية .
كما أن قطاع الشباب و الرياضة يعاني هو الأخر و شباب الولاية يطالب بضرورة الابتعاد
عن واقع الشجرة التي تغطي الغابة و تجاوز النظر فقط إلى نادي وفاق سطيف و إسقاط إنجازاته
على القطاع ككل ، فقطاع الشباب و الرياضة بالولاية في وضعية صعبة خاصة من ناحية التأطير ، و لا يعقل أبدا
إنجاز كل هذه المشاريع من بيوت الشباب و المسابح و قاعات الرياضة و غيرها في كل
البلديات ثم تركها مغلقة أو تسييرها بواسطة موظفين لا علاقة لهم بالتاطير كأن تسير
دور و بيوت الشباب من طرف أعوان الأمن و الوقاية مع احترامي التام لهذه الفئة ، و
لكن لكل موظف و عامل مهام خاصة به ، و يبقى قطاع الشباب و الرياضة يعاني و يعاني
من ناحية التاطير و هو ما يتعين إيجاد حل سريع لهذه الوضعية .
قطاع الطاقة هو الأخر يبقى هام جدا بالنسبة للمواطن في
بعض الأرياف و المدن التي لا تزال تعاني ، و تأمل في تحسين وضعيتها من خلال
التزويد بمادة الغاز الطبيعي ففي الوقت
الذي حققت فيه بعض البلديات نسبة تغطية عالية جدا تبقى بلديات أخرى بعيدة عن النسبة الولائية علما أن مشاريع الغاز
في فترات سابقة كانت تمنح بطريقة غير مدروسة و بواسطة معايير بعيدة عن المنطق و لا تحترم أي أولوية و هو ما
أجج الاحتجاجات في عدة مناطق بالولاية .
قطاع السكن يبقى دائما في الأولوية علما أن الولاية خسرت
ألاف السكنات التي وزعت على غير مستحقيها خاصة في صيغة السكن التساهمي و الترقوي
المدعم و خاصة برنامج سنة 2011 ، و سيبقى ملف هذه السكنات وصمة عار في جبين
المسؤولين السابقين و بعض المسؤولين الحاليين الذين تصرفوا في هذه السكنات و كأنها ريع من السماء .
تبقى أيضا بعض المشاريع في قطاع السياحة التي يستوجب
الوقوف عندها على غرار حديقة التسلية و الفوضى الكبيرة في تسيير إعادة تهيئتها
بسبب ضعف مكتب الدراسات في تسيير مثل هذه المشاريع و عدم قدرة صاحب المشروع على متابعة الوضع و هذا ما
كان متوقع منذ البداية فلا يعقل ان تكون محافظة الغابات بالولاية هي صاحبة المشروع
و هي الهيئة التى تعيش تناقضات كبيرة و
غير قادرة أصلا على التحكم في قطاعها و الاهتراء و الوضعية التي تعيشها كل غابات الولاية دليل
على ذلك ، فمحافظة الغابات عاجزة تماما على تسيير الغابة فما بالك بتسيير حديقة
التسلية ، كما ان هذا القطاع يبقى تحت المجهر من خلال انجاز بعض جدران الوقاية
الحجرية في مناطق جبلية صخرية لا تحتاج إلى مثل هذه المشاريع .
والي الولاية و من خلال تعهده الدائم مع المواطن أثناء خرجاته المستمرة مطالب بأن يكون
حامي للمال العام رافعا للظلم عن
المظلومين مدافعا عن الحق ، و مطالب أيضا باستكمال المسيرة من خلال دفع كل المؤسسات و الهيئات للقيام
بدورها كاملا في خدمة المواطن لا غير
مع مواصلة البحث عن الحلول للمشاكل
العالقة في جميع القطاعات التي لم نذكرها في موضوعنا هذا كقطاع السياحة و الثقافة و التعليم العالي و قطاعات أخرى و يبقى المواطن في انتظار استكمال مسيرة الوالي
في تعزيز الخدمات بالولاية و استكمال
مسيرة التنمية مع الإشادة بالمجهودات المبذولة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي /
صوت سطيف.